
الفنان والزمار أشرف أبو ليل: ملك المجوز واليرغول الفلسطيني
يُعد الفنان الشعبي أشرف أبو ليل، الملقب بـ "ملك المجوز واليرغول"، من أبرز الوجوه الفنية في الساحة الفلسطينية، وصوتاً موسيقياً ارتبط اسمه بإحياء الأفراح والمهرجانات على أنغام الدبكة الفلسطينية الأصيلة. بفضل موهبته الفطرية وجهده المتواصل، استطاع أن يحجز مكانة خاصة له كأحد أهم عازفي الآلات الشعبية في فلسطين.
النشأة والبدايات
وُلد أشرف أبو ليل عام 1975 في قرية عين ماهل بالجليل، وهناك بدأت رحلته مع الموسيقى منذ طفولته. في سن مبكرة، عام 1988، بدأ العزف على آلة اليرغول، لتصبح فيما بعد رفيقة دربه الفني. أكمل تعليمه الثانوي في الناصرة عام 1990، لكن شغفه بالموسيقى دفعه إلى التعمق أكثر في عالم العزف وتطوير موهبته.
المسيرة الفنية والإنجازات
لم تقتصر شهرة أبو ليل على فلسطين فحسب، بل تخطت حدود الوطن. ففي عام 1994، شارك في مسابقة عالمية للعزف على آلات النفخ في بولندا وحصل على جائزة تقديرية. كما قدّم التراث الموسيقي الفلسطيني في جولات فنية بعدة دول أوروبية.
ومن أبرز إنجازاته، إدخاله تطويرات مهمة على آلة اليرغول عام 2002، حيث وضع قياسات جديدة وصنع نسخة حديثة تعتمد على السلم الموسيقي، ما وسّع إمكانياتها وجعلها أكثر تنوعاً في الأداء.
وفي عام 2014، حصل على درجة البكالوريوس في الموسيقى من كلية صفد، جامعاً بين الموهبة والدراسة الأكاديمية.
أسلوبه الفني وتأثيره
يتسم أسلوب عزف أشرف أبو ليل بالقوة والحيوية، وقدرته الكبيرة على إشعال أجواء الفرح في حلقات الدبكة والأعراس. وغالباً ما يتعاون مع مغنين وفنانين شعبيين آخرين، مقدماً عروضاً تفاعلية تجذب الجمهور. انتشرت تسجيلاته على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محققة ملايين المشاهدات ومؤكدة مكانته كأيقونة موسيقية شعبية.
حياته الشخصية
متزوج وأب لأربعة أبناء، ويُعرف عنه ارتباطه الوثيق بأسرته إلى جانب التزامه برسالته الفنية.
إرثه الفني
ترك أشرف أبو ليل إرثاً فنياً غنياً يتمثل في مئات التسجيلات الحية لحفلاته وأدائه على المجوز واليرغول. يمثل صلة وصل بين الأجيال، محافظاً على استمرارية الموسيقى الشعبية الفلسطينية وضامناً أن يبقى هذا التراث حيّاً ومتجذراً في وجدان الناس.