في سجل الشعر الشعبي الفلسطيني، يظل اسم الشاعر المرحوم المعروف بلقب "أبو نازك" حاضرًا في الذاكرة. وُلد في بلدة كفرقرع بالمثلث، ورغم رحيله عن عالمنا، ما زالت أشعاره وحماسه الشعري ومساجلاته العفوية حية في وجدان محبيه، متنقلة عبر تسجيلات الجلسات والأعراس التي كان نجماً لامعاً فيها.
الارتباط بالشعراء الكبار
ارتبط أبو نازك ارتباطًا وثيقًا بالشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم يوسف أبو ليل، حيث شكلا ثنائياً شعرياً فريداً ألهب الجماهير في المناسبات والأفراح على امتداد فلسطين. وكانت مساجلاتهما الشعرية، غالبًا على شكل العتابا والمواويل، ساحة لإظهار البراعة اللغوية وسرعة الارتجال، مع تناول القضايا الاجتماعية والوطنية بروح شعبية أصيلة.
أسلوبه وموضوعاته
تميز شعر أبو نازك بقربه من الناس واهتمامه بهمومهم وأفراحهم. استلهم مفرداته وصوره من البيئة الفلسطينية الغنية، فجاءت أشعاره صادقة في التعبير عن حياة الفلاح وأصالة العادات والتقاليد، ومتغنية بالوطن وجماله. كما تألق في شعر الحداء والزجل، الذي يتطلب سرعة بديهة وحضورًا ذهنياً مميزًا.
شهرة واسعة
لم تقتصر شهرة أبو نازك على كفرقرع فقط، بل امتدت لتشمل أنحاء فلسطين كافة، حيث كان ضيفًا مرحباً به في كل عرس ومناسبة، تاركًا خلفه البهجة والكلمة الطيبة والأصيلة. وتشير المصادر الشفهية وبعض الكتابات المتناثرة إلى أن صحيفة "الإصلاح" نشرت مقالًا تأبينياً عنه بعد وفاته، مما يعكس مكانته البارزة في المشهد الثقافي الشعبي الفلسطيني.
إرث خالد
رغم قلة المعلومات الموثقة عن حياته الشخصية، مثل تاريخ ميلاده ووفاته بدقة، يبقى إرثه الشعري المسجل، الذي يحفظه الكثيرون عن ظهر قلب، شاهدًا على قامة شعرية فذة من كفرقرع ساهمت في الحفاظ على التراث الشفوي الفلسطيني ونقله للأجيال. أبو نازك، الشاعر الذي رحل جسدًا، باقٍ صوتًا وكلمة في ذاكرة شعبه.
